في مقابل الميزانية التي خصصتها المملكة للقطاع الصحي والتنمية الاجتماعية بميزانية 2025 والتي تعادل إلى 260 مليار ريال سعودي، تواجه منشآت القطاع الصحي تحديًا كبيرًا في استقدام الممرضات واستقطاب العمالة الكفؤة لتلبية الطلب المتزايد على خدمات القطاع، وبالتالي تزيد الحاجة إلى حلول استراتيجية تعتمد على تخطيط طويل المدى وشراكات راسخة لتوظيف الكوادر التي تحتاجها هذه المنشآت. في هذا المقال نقدم لك دليلًا غنيًا بالمعلومات لكيفية العثور على عمالة كفؤ للقطاع الصحي.
كيف تعثر على عمالة كفؤ للقطاع الصحي في 2025؟
ينقسم الأمر إلى جزءين:
الجزء الأول وهو عمل داخلي، تعتمد فيه منشآت القطاع الصحي على بعض التقنيات الداخلية التي تساعدها بشكل أكبر على العثور على عمالة مدربة ومؤهلة وكفؤ للعمل، مثل اعتماد تقنيات أذكى في اختيار المرشحين.
أما الجزء الثاني وهو عمل خارجي، يعتمد على شراكة استراتيجية حتميّة لا غنى عنها مع شركة استقدام ممرضات وكودار طبية وكوادر فنية صحية. على أن تكون هذه الشركات موثوقة ولديها خبرة في تلبية احتياجات منشآت القطاع الصحي من الكوادر والفنيين، بدلًا من الاعتماد على المكاتب أو الشراكات قصيرة الأجل.
أما الجزء الأول، فيبدأ بتطوير إدارة الموارد البشرية، والاستفادة من تقنيات توظيف أذكي.
وهنا نرشح لك 3 تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة أثبتت كفاءتها
1. التقنية الذكية لتوظيف الكفاءات الداخلية (Internal Talent Mobility & Upskilling AI):
وهي تقنيات ذكاء اصطناعي تعتمد على تحليل بيانات الموارد البشرية المتاحة بالفعل لدى المنشأة الصحية، من خلال تحليل مهارات الموظفين، وخبراتهم السابقة، وأدائهم، واهتماماتهم التطويرية، وسجل تدريبهم، لمطابقتها مع الوظائف الشاغرة الأكثر أهمية في الأقسام الأخرى، ثم تخصيص برامج لتطوير مهاراتهم وتزوديهم بالتدريبات اللازمة لتأهيلهم لهذه الوظائف الجديدة.
كما توفر هذه التقنية مسارات تطوير مهني مخصصة لكل موظف، وما قد يحتاجه هذا الموظف من برامج التدريب والتأهيل اللازمة لسد الفجوات المهارية بالمنشأة.
مثال عملي:
واجهت المستشفى نقصًا في أخصائيين علاج الجهاز التنفسي في وحدة العناية المركزة، فاستخدمت منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتنقل الداخلي (Internal Talent Mobility) لتحديد الموظفين في الأقسام الأخرى الذين يمتلكون المهارات والخبرات المتعلقة بالوظائف الشاغرة. حددت المنصة عدة مساعدي تمريض معتمدين (CNAs) كانوا قد أظهروا اهتمامهم بالترقّي الوظيفي ولديهم الكفاءة المهنية اللازمة للعلاج التنفسي. ثم وفرت لهم المستشفى برنامجًا تدريبيًا متخصصًا وإرشادًا، لسد النقص الحالي بموظفين فعليين داخل المنشأة. وبالتالي خفض ذلك تكاليف التوظيف، وعزز معنويات الموظفين وولائهم للمنشأة.
2. تقنية بناء مجتمعات المواهب السلبية (Passive Talent Community Building):
من هم المواهب السلبية؟
ببساطة، هي المواهب الحقيقية التي لا تبحث عن فرص عمل. وعلى الرغم من هذه الصفة السلبية، فإن هذه المواهب تتمتع بالمهارات والخبرات التي تحتاجها الشركات فعلًا وتعاني من نقص فيها، وهذه المواهب قد تكون أكثر ثراء من المرشحين النشطين.
حسب موقع لينكد إن، فإن 30% فقط من القوى العاملة حول العالم هي التي تبحث عن وظائف، وفي المقابل أكثر الشركات تعاني من نقص في العمالة الكفؤ ونقص في المرشحين المؤهلين للوظائف، وبالتالي تضطر الشركات إلى شغل الوظائف من المرشحين المتاحين حتى وإن لم يكونوا مؤهلين بدرجة كافية. 70% من القوى العاملة حول العالم تشكل كتلة من المرشحين غير النشطين الذين يصعب العثور عليهم لأنهم لا يرسلون حتى السيرة الذاتية عند وجود إعلان توظيف لدى الشركة.
وهنا يأتي دور تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تقنية Web Scraping بالبحث عن المواهب غير النشطة، ولكن هذه التقنية لا ترسل لهم إعلان وظيفة شاغرة، بل ترسل إليهم دعوة للانضمام إلى مجموعة لها علاقة بتخصصهم عبر منصة لينكد إن مثلًا، وهذه المجموعة التابعة للمستشفى تنشر محتوى قيّم مثل أخبار طبية، ندوات، ثقافة الحياة في السعودية، وعند وجود حاجة لهذه الكوادر، ستعلن المستشفى على هذه المجموعة، وغالبًا ما تكون هذه المواهب قد تعرّفت أكثر على المستشفى من منشوراتها وأخبارها التي تنشرها باستمرار على المجموعة، ويكون أسهل عليهم التقديم للوظيفة.
3. إجراء مقابلة بتقنية (Virtual Job Tryouts) أو تجربة أداء وظيفي افتراضية
قد ينجح الكثير من المرشحين في التقييم الكتابي (Job Assessment) ويجيبون إجابات نموذجية، ولكن لا يكون بنفس القدر من الاحترافية عمليًا على أرض الواقع. والعكس، قد يفضل الكثير من المرشحين في هذا التقييم الكتابي ولكن مهاراتهم الحقيقية لا تظهر إلا من خلال المواقف العملية اليومية للوظيفة. ولهذا، فإن تقنية تجربة الأداء الوظيفي الافتراضية (Virtual Job Tryouts)، والتي تستطيع الشركات إجراءها في المقابلات عن بُعد، تضع المرشح في موقف عملي من المواقف التي يقابلها عادة في وظيفته، وتطلب منه التصرف على أرض الواقع.
وهذه المحاكاة قد تكون مستويات:
- محاكاة قائمة على سيناريو افتراضي نصّي: يعرض على المرشح سيناريو مكتوب لموقف يقابله في الوظيفة، ويعرض عليه إجابات نصية أيضًا ليختار منها.
- أو محاكاة تفاعلية باستخدام الواقع الافتراضي: وهو الشائع في وظائف القطاع الصحي، ولا يقتصر على التفكير في الموقف ولكن على تنفيذه في بيئة محاكية. يرتدي الممرض نظارة VR ويجد نفسه داخل غرفة مريض افتراضية بالكامل. يمكنه التفاعل مع أدوات تعقيم، والمريض الافتراضي، والفريق الطبي الافتراضي. ويتم تتبع حركات يديه وردود أفعاله بشكل كامل.
كيف يمكن تطبيق تقنية المحاكاة القائمة على الواقع الافتراضي خلال المقابلات عن بُعد؟
من خلال إرسال الأدوات اللازمة لهذه المقابلة إلى المرشح بطرد، يحتوي على نظارة VR مُهيأة مسبقًا، ويحتوي أيضًا على إرشادات وإعدادات التثبيت والعمل، وكذلك جدول المقابلة. تُجرّى المقابلة، ويتم تسجيل كل حركة وكل إجراء وكل قرار يتخذه المرشح داخل البيئة الافتراضية، ثم تحليل هذه البيانات بواسطة النظام وأحيانًا بواسطة القائمين على هذه المقابلة بأنفسهم.
هذه الثلاث تقنيات ليست الوحيدة التي يمكن لإدارة الموارد البشرية استخدامها في استقطاب المرشحين الكفؤ ومقابلتهم، هناك بلايين التقنيات، ولكنها قد تساعدك بشكل أكبر إلى جانب التقنيات المنتشرة المتعارف عليها بالفعل.
وهنا نأتي للجزء الثاني والخارجي من العمل للعثور على عمالة قطاع صحي كفؤ، والمتمثل في التواصل مع مكاتب استقدام الممرضات لبناء شراكة استراتيجية
وذلك لأن منشآت القطاع الصحي من المنشآت ذات العمليات المعقدة جدًا، التي تحتاج إلى التركيز على تطوير الخدمات والعمليات الرئيسية بالمنشأة، ولذلك يفضل دائمًا أن تجمع بين:
- وجود شراكات استراتيجية مع محترفي التوظيف الخارجي، الذين يحملون أعباء التوظيف.
- بجانب تخصيص قسم موارد بشرية داخلي لمتابعة هذه الشركات ومباشرة التعاون معها، وأن يكون على دراية تامة باحتياجات المنشأة من هذه الكوادر، وعلى دراية تامة أيضًا بمتطلبات وتكاليف وإجراءات توظيف الكوادر الصحية واستقدام الممرضات.
ما هي الخطوات والإجراءات التي تقوم بها شركات استقدام الممرضات والفنيين الصحيين والكوادر الطبية؟
تقوم شركات استقدام الممرضات بإجراءات عديدة رئيسية، تحمل بها عبء التوظيف عن المنشآت الصحية، وتجهّز لك عمالة مؤهلة بشكل أكبر، خلال فترة أقصر. يمر المرشح مثلا بهذه المراحل:
- التأكد من الخبرة العملية للكوادر الطبية والصحية:
- ويكون من خلال طلب الشهادات الأكاديمية، مثل شهادة البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه، دبلومات التخصص. كما يجب أن تكون مصدقة من وزارة الخارجية في بلد الدراسة، ثم السفارة السعودية في ذلك البلد، ووزارة الخارجية السعودية.
- وطلب شهادات الخبرة السابقة: والتي يجب أن تكون مفصلة، ومعدة على ورقة رسمية تحمل شعار المؤسسة التي عمل بها الممارس الصحي، مذكور فيها كلًا من:
- المسمى الوظيفي الدقيق، وطبيعة المهام، والمسؤوليات الرئيسية.
- تاريخ بداية ونهاية كل وظيفة.
- اسم المنشأة وطبيعة عملها، سواء كانت مشفى أو عيادة أو مركز أبحاث.
- وكذلك بيانات الاتصال بهذه الجهات للتحقق من صحة البيانات المذكورة في شهادة الخبرة (مدير الموارد البشرية أو المشرف المباشر).
- طلب ترخيص مزاولة المهنة السابق: إذا كان لدى الكادر ترخيص سابق من بلده أو من أي دولة أخرى، كدليل قوي على موثوقية مؤهلاته.
- السيرة الذاتية: ويقوم مسؤولو التوظيف بمقارنة المعلومات في السيرة الذاتية بالمعلومات في شهادات الخبرة والشهادات الأكاديمية لاكتشاف أي تناقضات.
- التحقق من الجامعة نفسها: للتأكد من صحة الشهادة الجامعية، ومن توثيق الجامعة للشهادة، وذلك من خلال الاتصال بقسم الشؤون الأكاديمية أو الخريجين في الجامعة.
- مطابقة شروط الحصول على ترخيص مزاولة المهن الصحية:
فكما هو معروف يُحظر ممارسة أي مهنة صحية إلا بعد الحصول على ترخيص بذلك من الوزارة.
- الحصول على المؤهل المطلوب للمهنة من أي كلية طب أو كلية صيدلة أو كلية علوم طبية تطبيقية أو كلية صحية أو معهد صحي، أو مؤهلات أخرى مطابقة لمزاولة مهن صحية تعترف بها الهيئة، أو الحصول على شهادة من الخارج تعترف بها الهيئة.
- أن يكون قد أتم مدة التدريب الإجباري المقررة للمهنة، وأن تتوفر فيه اللياقة الصحية.
- التسجيل لدى الهيئة، وفقاً لمتطلبات التسجيل التي تحددها.
- ألا يكون قد سبق الحكم عليه في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة، إلا إذا رُدّ إليه اعتباره.
ويُعد التعيين في الجهات الحكومية في وظائف المهن الصحية بمثابة الترخيص بمزاولة المهنة في هذه الجهات على أن يسبق ذلك التسجيل لدى الهيئة.
- اجتياز فحوصات اللياقة الطبية:
كما يشترط اجتياز المرشح لجميع الفحوصات الطبية والشروط الصحية المطلوبة للعمل في القطاع الصحي.
جميع هذه المراحل وأكثر، تقوم بها الشركات الكبرى المتخصصة في توفير العمالة المؤهلة مثل الشركة السعودية لحلول القوى البشرية (سماسكو)، لتوفر لمنشآت القطاع الصحي كوادر تمريض جاهزة للعمل، أو مستعدة للعمل في وقت أقصر بكثير من الذي قد تأخذه المنشأة الصحية نفسها في البحث وفلترة المرشحين وإجراءات الاستقدام.
أخيرًا وليس آخرًا، إليك 5 نصائح تعينك على اختيار أفضل الكفاءات:
- صمّم برامج تدريب داخلية تعمل على تطوير الكوادر الحالية وتأهيل الكوادر الإدارية للقيادة: استثمر دائمًا في الموظفين الحاليين، وأهلهم للترقّي للمناصب والوظائف التي تحتاج منشأتك إليها.
- طوّر حزم مزايا وظيفية تنافسية: مع استثمارك في موظفيك وتطويرك من أدائهم، قدّم لهم حزم مزايا وظيفية لا تجعلهم يبحثون عن فرص أفضل بالمهارات التي اكتسبوها.
- طوّر بيئة العمل داخل منشأتك: ليس من ناحية التقنيات التي تيسر العمل فقط، ولكن من ناحية الترابط بين الموظفين والمنشأة، وبين الموظفين وبعضهم.
- خطّط لمدة عام مُسبَق وتوقع الاحتياجات المستقبلية: إذا كان استقدام ممرضات مؤهلات قد يأخذ مدة بقدر 3 أشهر، وتعريفهم بالمنشأة وبفريق العمل وتكيفهم مع البيئة الجديدة قد يأخذ 3 أشهر أخرى، وبداية الحصول على إنتاجية حقيقية منهم قد تأخذ مدة عام، فأنت تحتاج إلى تخطيط سنوي مسبق لاحتياجات المنشأة من الكوادر للسنة التي تليها.
- انشئ قاعدة بيانات داخلية للكوادر المحتملة: عندما تجري مقابلات عمل، يظهر لك كوادر مؤهلة، ولكنك اخترت أحسن منها، أو كوادر مؤهلة تزيد عن حاجتك الحالية، سجّل هؤلاء أيضًا ضمن قاعدة بيانات مرشحين التي تستطيع الرجوع إليها مرة أخرى عند ظهور احتياج جديد.
وبالنهاية، اختر شريك توظيف استراتيجي يعينك على النجاح، لديه خبرة واسعة في العمالة المهنية والاحترافية التي تحتاجها منشآت القطاع الصحي مثل شركة سماسكو. والتي سيرشدك فريقها بالتأكيد أيضًا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحتاجها إدارة الموارد البشرية لديك، وتستطيع إضفاء المزيد من التطور على منشأتك من خلالها. تواصل مع فريق سماسكو الآن.
أسئلة شائعة
شهادة التخرج من برنامج تمريض معتمد (دبلوم أو بكالوريوس).
ترخيص التمريض ساري المفعول من بلد المنشأ.
شهادات الخبرة العملية (عادةً ما لا تقل عن سنتين إلى ثلاث سنوات).
تستغرق إجراءات استقدام الممرضات والعاملين الصحيين من 3 إلى 6 أشهر في المتوسط.
مصادر: