لماذا يلجأ بعض أصحاب الأعمال إلى شركات التوظيف الخارجي لتوريد العمالة، فتنجح في توفير تكاليف باهظة، بينما يكون هذا التوفير أقل لدى شركات أخرى؟ ما هي التكاليف التي قد توفرها مع حلول التوظيف الخارجي ومتى تختاره كحلّ استراتيجي لشركتك بدلًا من التوظيف المباشر؟ إليك التفصيل.
بداية، ما هو التوظيف المباشر، وما هي مميزاته؟
التوظيف المباشر هو أن تقوم بعمليات التوظيف واستقدام العمالة المهنية والماهرة من الألف إلى الياء من خلال إدارة توظيف وموارد بشرية داخلية في شركتك، تقوم بجميع مراحل عملية التوظيف، ومنها عمل كافة الإجراء اللازمة لاستقدام العمالة الوافدة.
ولكن، تواجد إدارة موارد بشرية داخلية لا يعني بالضرورة أن تكون عمليات التوظيف داخلية بالكامل، فأكثر الشركات الكبرى والطموحة تسعى إلى وجود نموذج هجين، يجمع بين التوظيف الداخلي والتوظيف الخارجي، ومن المهم بمكان حتى للشركات التي تعتمد على التوظيف الخارجي أن يكون لديها إدارة توظيف داخلية تتعاون مع شركات التوظيف الخارجية.
أما عن مميزات التوظيف المباشر، فمنها:
- تحسين المواءمة في الثقافة الداخلية للشركة، حيث تكون معرفة الموظف بقيم الشركة أكبر.
- بالإضافة إلى أن الشركة غالبًا ما تكون أكثر رقابة وتحكم في عمليات التوظيف وتخصيص الموظفين.
- ويزيد التوظيف المباشر من قدرة الشركة على بناء خط متماسك للمواهب وعلامة تجارية لصاحب العمل.
- كما يوفر التوظيف المباشر بعض التكاليف على المدى الطويل.
ما هو التوظيف بمصادر خارجية، وما هي مميزاته؟
التوظيف بمصادر خارجية هو أن تتعاقد مع شركة متخصصة في التوظيف تمتلك خبرة واسعة وشبكة علاقات كبيرة. تتولى هذه الشركة جميع الخطوات نيابةً عنك: من البحث عن الموظفين وتدقيق السير الذاتية، مرورًا بإجراء المقابلات، وصولًا إلى اختيار الشخص المناسب للوظيفة.
أما مميزات التوظيف بمصادر خارجية من خلال شركة قوى عاملة، فمنها:
- الحصول على عمالة ماهرة في وقت أقل، لأن أكثر شركات القوى البشرية لديها بالفعل عمالة ماهرة متواجدة داخل المملكة، أو أنها تقوم باستقدام عمالة مهنية بشكل منتظم، بناء على اتفاق مسبق أو عقد سنوي، ومواعيد محددة يتم استقدام العمالة فيها لخدمة مشاريع الشركة.
- ومن مميزات التوظيف الخارجي كذلك، أن أجور العمالة الوافدة منخفضة جدًا نسبيًا.
- وكذلك توفر لك شركات القوى العاملة مرونة كبيرة في حجم القوى العاملة، لذلك تستطيع من خلالها تخفيض عدد العمالة في مواسم محددة، وزيادتها في مواسم أخرى، إذا كانت شركتك في إحدى القطاعات التي تنشط موسميًا.
- علاوة على ذلك، تتمكّن شركتك من الوصول إلى بعض تقنيات التوظيف المتقدمة جدًا والمتخصصة تخصصات دقيقة، والتي قد لا تتاح إلا من خلال إشتراكات سنوية باهظة القيمة، حيث تستطيع شركات التوظيف المتخصصة الوصول إلى هذه التقنيات بسهولة، وتثبِّت هذه التقنيات على أجهزة شركتك للمتابعة وتحديث البيانات بشكل وقتي، وكذلك لضمان التوافق مع الأنظمة الرقمية بالمملكة.
متى تختار التوظيف المباشر ومتى تختار التوظيف من خلال شركة قوى عاملة؟
لابد من وجود تحليل تكاليف طويلة الأجل وقصيرة الأجل داخل الشركة بشكل مستمر لك تخلص إلى نتيجة دقيقة في هذا الصدد، تظهر لك التكاليف الظاهرة والتكاليف الخفية، وكذلك التكاليف الثابتة والتكاليف المتغيرة. ولكن بشكل عام:
اختر التوظيف المباشر في حالة:
- حاجة الشركة إلى توظيف عمالة دائمة بشكل مستمر.
- الحاجة إلى عناصر هامة وأساسية بالشركة، مثل القيادات الإدارية.
واختر التوظيف عن طريق شركة قوى عاملة (قوى بشرية) في حالة:
- في حالة احتياج الشركة إلى العمالة المؤقتة والموسمية بشكل مستمر وعلى المدى الطويل.
- احتياج الشركة إلى أعداد كبيرة من العمالة المتخصصة على مستوى عالٍ من المهارة.
- التحكم الدقيق في الميزانية، للشركات التي تحتاج إلى وجود تكلفة معروفة ومحددة مسبقًا لكل ساعة عمل أو لكل مشروع.
- وكذلك في حالة الشركات ذات الحجم الصغير، التي لديها احتياجات محدودة من العمالة.
أما بالنسبة للتكاليف، فهناك 3 تكاليف خفية و3 تكاليف ظاهرة توفرها عليك شركات القوى العاملة:
أما التكاليف الخفية التي تتكبدها شركتك بالتوظيف المباشر وقد توفرها مع شركات توظيف القوى العاملة:
- تكاليف معدل دوران العمالة المرتفع: وفي حالة العمالة الوافدة لا يقتصر الأمر على مجرد إعادة عملية التوظيف بالكامل بعد مغادرة الموظف، بل أضف إلى ذلك وقت استقدام العمالة الوافدة وتكاليفه. إعادة عمليات البحث ثم الاستقدام ثم التوظيف، ثم دمج العامل وتدريبه.
ووفقًا لتقرير صادر عن بوينغ في دراسة لها عن سوق الطيران في الشرق الأوسط، فإن تكلفة استبدال عامل فني واحد يمكن أن تصل إلى 75,000 – 100,000 ريال سعودي، شاملة تكاليف البحث، والإقامة، والسفر، والتدريب، وفترة الإنتاجية المفقودة
- تكاليف التوظيف غير الموفق والفرص الضائعة: عملية استبدال العمالة التي لم تتوافق مع مهامها، وبدء استقدام عمالة جديدة من البداية، بكافة مراحل التوظيف التي سبق أن خاضتها الشركة. وهذه لا تتكلف أموال فقط، بل تتكلف وقتًا ضائعًا وفرص ربح وإنخفاض إنتاجية وطاقة تشغيلية أقل من المطلوب على الشركة.
تشير غالوب (Gallup) إلى أن المديرين قد ينفقون ما يصل إلى 40% من وقتهم في مهام غير منتجة متعلقة بتدبير العمالة واستبدالها، وهو وقت كان يمكن أن يُخصص للتخطيط الإستراتيجي وقيادة فرق العمل بالشركة إلى تحقيق الأهداف.
- تكاليف عدم التوافق النظامي والتقني:
- مخاطر عدم الامتثال للأنظمة والقوانين: مثل نظام العمل، ونظام الإقامة، وبرنامج نطاقات، والتي قد تؤدي مخالفتها إلى غرامات مالية كبيرة، أو تؤدي إلى تعليق استفادة الشركة من خدمات هذه الأنظمة، وأحيانًا قد تصل إلى منع الشركة من استقدام عمالة جديدة تمامًا حتى تعدل أوضاعها. أما شركات توريد العمالة المحترفة، فتضمن لك امتثالًا قانونيًا لكافة العمالة، مما يخفف عنك وعن كاهل الشركة هذا العبء الإداري والقانوني.
ويمكن أن تصل غرامات عدم تحقيق نسب السعودة في بعض الأنشطة إلى 10,000 – 20,000 ريال لكل موظف غير سعودي غير مُستوفى له الشرط. أما شركات توريد العمالة فهي من يتولّى التغطيات القانونية للعمالة، مما يساعد شركتك على تحسين نطاقها، أو على الأقل تجنب الآثار السلبية لعدم الامتثال القانوني.
- تكاليف التكامل التقني والتدريب على أنظمة الشركة: قد لا تكون العمالة الجديدة ملمّة بأنظمة الشركة الداخلية، مثل أنظمة إدارة الموارد (ERP)، وأنظمة الجودة، وكذلك أنظمة السلامة. أما الشركات الموثوقة في توريد العمالة، فتقوم بتدريب هذه العمالة على المهارات التقنية العامة المطلوبة، وكذلك أنظمة الجودة والتزام معايير السلامة، مما يقلل الوقت والمال الذي تحتاجه شركتك لتدريب العاملين على أنظمة العمل الأساسية.
وأما عن التكاليف الظاهرة التي تتكبدها شركتك في التوظيف المباشر وتوفرها عليك شركات توظيف العمالة:
- تكاليف التدريب واستمرار التدريب وتحديث التدريب: إذا تعاونت مع شركة احترافية في توريد العمالة، فهم غالبًا ما يوفرون لك عمالة مدربة وماهرة ومرخصة جاهزة للعمل، فتوفر عليك تكاليف التدريب والوقت اللازم له، بل قد توفر عليك تكاليف تحديث هذا التدريب، ووتوعية العمالة بالمستجدات اللازمة، فنيًا، وقانونيًا ومهاريًا. ويبقى أن يكون لديك برنامج واضح لدمج هذه العمالة بطريقة جيدة داخل منشأتك.
- تكاليف العمالة التي لا تحتاجها الشركة إلا خلال مواسم معينة: فكما تساهم شركة توريد العمالة الماهرة في تخفيض معدل دوران العمالة الدائمة لديك، فقد تساهم في تخفيض تكاليف العمالة الزائدة من خلال عقود مرنة، تتيح لك توظيف عمالة مؤقتة وموسمية تناسب ميزانية شركتك، وتلبي طلبها من العمالة الماهرة خلال فترة محددة أو خلال مشروع واحد. الأمر الذي يوفر على الشركة تكاليف رواتب وإقامة العمالة الزائدة، ويحافظ على سمعة الشركة باجتناب سياسات مثل التسريح وخلافه.
- تكاليف معيشة العمالة المهنية وانتقالاتهم: الأمر لا يقتصر فقط على توفير السكن للعمالة، بل توفير السكن المطابق للمعايير النظامية بالمملكة العربية السعودية، وكذلك الوجبات الغذائية المناسبة للعمالة.
ولا تقتصر الانتقالات على توفير سيارات لانتقال عمالة فقط، ولكنه يمتد إلى الالتزام بالمواعيد المحددة في الحضور والانصراف، وتجنب التباس أماكن توصيل الأعداد الكبيرة من العمالة بين المواقع المختلفة للمشاريع.
تتحمل شركات توظيف العمالة هذه التكاليف بشكل كامل، مما يوفر على الشركة المستفيدة استثمارات رأسمالية ضخمة في مباني السكن ومركبات النقل والصيانة الدورية لها، بالإضافة إلى التعقيدات الإدارية واللوجستية اليومية التي تتطلب فرق عمل متكاملة لإدارتها.
وقد تبلغ التكلفة الشهرية لإيواء ونقل العامل الواحد في المدن الكبرى السعودية، مثل الرياض وجدة، ما بين 800 إلى 1,200 ريال سعودي، وذلك وفقًا لتقديرات قطاعية. بالنسبة لـ 200 عامل، يعني هذا ما يقارب 240,000 ريال شهريًا، وهي تكلفة يتم تجنبها بالكامل عند التعاقد مع شركة توظيف القوى العاملة. وأيضًا، قد تتجاوز التكلفة السنوية للسكن والتأمين الصحي والغذاء للعامل الواحد 15,000 – 20,000 ريال سعودي، وذلك طبقًا لبعض تقديرات سوق العمل الخليجي.
تشير بيانات القطاعية إلى أن سوق التوظيف المرن في الخليج، وخاصة بالسعودية والإمارات، ينمو بمعدل 10-15% سنويًا، ومع الطفرة والاستزادة من المشاريع النهضوية والتنموية بالمملكة، لم يعد خيار التعاقد مع شركة توريد عمالة احترافية مجرد بديلًا، بل أصبح مطلبًا إستراتيجيًا حاسمًا لضمان المرونة التشغيلية والكفاءة الاقتصادية.
وفي هذا السياق التنافسي الديناميكي، تظهر الشركة السعودية لحلول القوى البشرية (سماسكو) كشريك موثوق لتوريد العمالة الماهرة وتلبية احتياجات شركتك من القوى العاملة بأعداد كبيرة، ومعايير احترافية، وحلول مرنة تناسب ميزانية وأهداف شركتك، وتضمن لك الامتثال القانوني. تواصل الآن مع فريق سماسكو واطلب فِرَق عمل احترافية تنمو بها أعمالك.
أسئلة شائعة:
التوظيف المباشر يعني إدارة عمليات التوظيف بالشركة داخليًا من البداية إلى النهاية.
أما التوظيف الخارجي، أو التوظيف بمصادر خارجية، فيعني أن تقوم باللجوء إلى وكالة توظيف عمالة خارجية، تقوم بعملية التوظيف بالكامل نيابة عنك.
بالنسبة للشركات الصغيرة التي ليس لديها قسم موارد بشرية، فالأفضل دائمًا اللجوء إلى شركة توريد عمالة احترافية، توفر لها عمالة بقدر الكفاءة الذي تقوم به الشركة وتنمو.
نعم، في حالة الوظائف المؤقتة والموسمية والمشاريع، فالتوظيف الخارجي دائمًا هو الأقل تكلفة، سواء على المدى القصير أو الطويل، وسواء كانت الشركة لديها تعيينات قليلة أو تعيينات كثيرة. وكذلك على المدى القصير في حالة وجود تعيينات قليلة العدد، حيث يقلل التوظيف الخارجي من تكاليف الشركة بشكل ملحوظ، لأنه يخفض بعض التكاليف الثابتة.
ولكن ليس بالضرورة أن تقل التكلفة على المدى الطويل في حالة وجود حجم تعيينات كبيرة لعمالة دائمة.
المصادر:
- Hubstaff
- Superstaff
- Gallup
- Boeing Forecasts Airplane Demand for Middle East
- برنامج نطاقات – وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية
- تقارير S&P Global حول آفاق سوق العمل في الشرق الأوسط